أحياناً من نقرأ القرآن ونحن لا نعي ما وراء آياته من حكم عظيمة ودليل على قدرة الله سبحانه وتعالى التي تحير العقول البشرية فقد جاء في آيات القرآن الكريم في أكثر من موضع وفي أكثر من سورة لذكر بعض أنواع الحشرات ونحن لا نعلم عنها شيئاً ولكن بعد التطور في العلم الحديث أثبت العلماء الغرب أنفسهم صدق آيات القرآن الكريم التي كانوا يكفرون بها ويستعجبون من هذه الحكمة العظيمة والإعجاز القرآني الذي آمن بها المؤمنون وجاء بها الرسول
سلم من أكثر من 14 قرن من الزمان ليثبتوا أن مدى عظمة وقدرة الخالق سبحانه وهو يصف بعض الحشرات ومها لها من خصائص ومهام ففي هذه الآية يوضح لنا القرآن الكريم وحديثه عن النحل ما وجده العلماء أن النحلة لها لغة خاصة، ووجدوا في دماغها الذي لا يزيد على حجم رأس الدبوس (وهو أصغر من حجم رأس الدبوس بقليل)، يحوي هذا الدماغ آلاف الملايين من الخلايا.
وبعد أن درس العلماء هذا الدماغ وشرحوه ودرسوه جيداً وجدوا أنه يتفوق على أسرع كمبيوتر في العالم، في وكالة ناسا هناك أسرع كمبيوتر في العالم وهو السوبر كمبيوتر الذي يبلغ وزنه أكثر من مائة ألف كيلو غرام ويعالج المعلومات بسرعات فائقة تريليونات العمليات في الثانية يقوم بها، ويشغل مبنى كاملاً تبلغ مساحته مساحة ملعبي للتنس (مئات الأمتار المربعة يشغلها هذا الجهاز الواحد السوبر كمبيوتر) وعلى الرغم من ذلك يقول العلماء إن هذا الدماغ الصغير للنحلة (أصغر من رأس الدبوس) يعمل بكفاءة أكثر من هذا الجهاز!!! وهنا لا بد أن نتأمل هذه الآيات، لا بد أن نعيش معها ونحمد الله تبارك وتعالى أنه يرينا هذه الآيات يعتبر عالم النحل معقداً لدرجة كبيرة، وفي بحث علمي جديد يؤكد العلماء أن النحلة أكثر قدرة من الإنسان على الرؤيا، فهي ترى وتحلل المعلومات بسرعة كبيرة أثناء طيرانها، وقياساً لحجمها الصغير فهي أقدر من الإنسان على القيام بكثير من المهام.
من عجائب الذباب
وعلى الرغم من هذه الآيات الواضحة نرى أن الملحدين يزدادون إلحاداً، بل ونرى بعضهم يستهزئ بالقرآن وبالإسلام، وبأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام. فمثلاً عندما قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث رواه البخاري: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء).
هذا الحديث استغرب منه هؤلاء الملحدون المشككون، وقالوا: كيف يمكن للذباب أن يكون على سطحه الخارجي شفاء وهو الذي يحمل الكثير من الأمراض؟ واستمرت هذه الاستهزاءات بأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ولا زالت طبعاً.. ولكن الله تبارك وتعالى القائل: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]. لن تجد طريقاً وحجة لكافر على مؤمن، المؤمن هو الأعلى وهو المتفوق: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]، بشرط أن تكونوا مؤمنين.
لقد قام العلماء حديثاً بدراسة هذا الذباب وكان دافعهم لهذه الدراسة أنهم وجدوا أن الذباب يحمل على جسمه كميات ضخمة من الفيروسات والبكتيريا القاتلة، وعلى الرغم من ذلك لا يتأثر بها، فقالوا: كيف يمكن لهذا الذباب أن يحمل الأمراض الكثيرة والبكتريا والفيروسات على سطح جسده ولا يتأثر بها.
ولدى البحث والتدقيق وجدوا أن هنالك مناطق خاصة في سطح الذباب تحتوي على كميات من المضادات الحيوية يقولون إنها من أكفأ المضادات الحيوية. ولذلك فإن هنالك باحثة أسترالية قامت بتجربة، وجاءت بالذباب وغمسته بسائل ووجدت بمجرد غمس هذا الذباب تتحرر منه المواد المضادة للبكتريا والفيروسات، مضادات حيوية تتحرر بمجرد غمس هذا الذباب في السائل، وقالت بالحرف الواحد: "إننا نبحث عن مضادات حيوية في مكان لم يكن أحد يتوقعه من قبل وهو الذباب"!
ولكن النبي عليه الصلاة والسلام حدثنا عن هذا الأمر وفي ذلك الزمن لم يستغرب أحد من المؤمنين لأنهم كانوا يؤمنون بكل ما جاء به هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 7]. هنالك باحث آخر أيضاً في جامعة طوكيو يقول هذا الباحث وهو البرفسور جون برافو: إن آخر شيء يتقبله الإنسان أن يرى الذباب في المشافي لعلاج الأمراض".هذا قوله بالحرف الواحد، ويقول إنه سوف يصدر بحثاً عن دواء جديد وهو فعال لكثير من الأمراض مستخلص من السطح الخارجي للذباب من جسده وجناحه والغلاف الخارجي للذباب. ويقول أيضاً علماء في جامعة ستانفورد: "إنها المرة الأولى في العالم 2007 التي نكتشف فيها مادة في الذباب تقوي جهاز المناعة لدى الإنسان".
فتخيلوا معي: العلماء يبحثون عن الشفاء في جناح الذبابة، لأن هذه المواد التي وضعها الله في الذباب (المضادات الحيوية) هي من أقوى المضادات على الإطلاق، لذلك فإن الذباب لا يتأثر بكل العوامل المرضية التي يحملها.
وهنا لو تأملنا هذا الحديث الشريف الذي حدثنا عنه النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم لينزعه) لماذا فليغمسه؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يعلم أن هذه المضادات الحيوية، أو هذا الشفاء لا ينتزع من سطح الذبابة إلا إذا تم غمسه، ويفضل أن يكون ثلاث مرات، (هنالك روايات تقول ثلاث مرات) نغمسه ثم ننزعه (فإن في أحد جناحيه داء، وفي جناحه الآخر شفاء) وهذا ما أثبته العلماء قالوا: "إن هذه الذبابة محملة بالداء ومحملة أيضاً بالدواء أو بالشفاء".
وهنا نستخلص عبرة من حديث النبي عليه الصلاة والسلام عندما أكد لنا وقال بأن هذا الذباب فيه شفاء أن هذا الحديث يشهد على صدق النبي عليه الصلاة والسلام‘ ونستنبط أيضاً أننا ينبغي ألا نرفض أي حديث إذا خالف العقل أو المنطق. هنالك أحاديث كثيرة للنبي عليه الصلاة والسلام لا نستطيع أن نستوعبها فيأتي بعض الناس ويقولون إن هذا الحديث غير صحيح لأنه يخالف المألوف، وهذا لا يجوز في حق النبي عليه الصلاة والسلام، ما دمنا تأكدنا أن هذا الحديث رواه إنسان موثوق عن إنسان موثوق وهكذا عن النبي
سلم الذي لا ينطق عن الهوى، عندما نتأكد أن هذا الحديث صحيح، مهما خالف المنطق الخاص بنا، ينبغي ألا نرفضه أو نخطِّئه بل نقول: الله ورسوله أعلم، وننتظر حتى يكشف العلماء حقائق جديدة.
وما أكثر الآيات التي – أحياناً – لا تتفق مع عقل الإنسان، فعقل الإنسان محدود ومقيد بزمان ومكان معين، بينما كلام النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي أوحى الله إليه هذا الكلام لا ينطق عن الهوى، وكل كلمة قالها هي الحق وهي الصدق.